طرابلس: المواجهات المسلحة تنسف اتفاق وقف إطلاق النار وتخلف ضحايا مدنيين
14 قتيلا وأكثر من 50 جريحا من بينهم أطفال ونساء من المدنيين
أحمد المنيراوي – تقرير مركز مدافع
بعد ما يقارب الشهرين من الإستقرار النسبي، عادت المواجهات المسلحة جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس، لتنسف اتفاق وفق إطلاق النار مخلفة بذلك 14 قتيلا وأكثر من 50 جريحا من بيهم أطفال ونساء بحسب بلاغ وزارة الصحة الليبية.
واندلعت المواحهات المسلحة صباح يوم الأربعاء 16 يناير الجاري في أكثر المنافذ أهميّة للعاصمة الليبية على خلفية تكليف وزارة الداخلية في حكومة الوفاق لفصائل تابعة للواء السابع القادم من ترهونة، بتأمين محيط مطار طرابلس الدولي القديم، وهو القرار الذي لقى معارضة من مجموعات مسلحة تحت إسم “قوة حماية طرابلس”، والتي بادرت بالاشتباك مع اقتراب أول فصيل من ترهونة باتجاه قصر بن غشير التي يقع فيها المطار، حسب ما أكدته بيانات الفصائل المسلحة المتصارعة.
وحسب شهود عيان فإن “أغلب أحياء قصر بن غشير أصبحت مسرح قتال، وصولا إلى مناطق السبيعة وسوق الأحد وبئر علاق باتجاه ترهونة، وأحياء مجاورة أخرى”، مؤكدين أن أغلبية سكان هذه المناطق غادروا منازلهم متجهين أكثر إلى قلب العاصمة، بحثاً عن الأمان، هربًا من القذائف العشوائية المتساقطة والرصاص.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ب أنها تراقب عن كثب التحركات العسكرية الأخيرة في جنوب طرابلس. محذرة من مغبة خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 04 و09 سبتمبر 2018. وحملت ذات الهيئة كامل المسؤولية لكل من يفتح النار وتؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستقوم باتخاذ كافة التدابير والإجراءات المتاحة اللازمة بناءً على تطور الأحداث على الأرض من أجل ردع هذه المحاولات المدانة والمرفوضة، حسب تعبيرها.
وأكدت البعثة في بيان لها بأن أي اعتداء مباشر أو غير مباشر على المدنيين وممتلكاتهم والمرافق العامة يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.
سالم المعداني، عضو المجلس البلدي في قصر بن غشير، قال إن العدد المقدر للنازحين من المنطقة حتى الآن بلغ 243 أسرة، في حين أن وزارة الداخلية وبلدية طرابلس لم تعلنا حتى الآن عن خطة، لمعالجة أوضاع النازحين، ولم يتم تفعيل أيّ قرارات بخصوص تعويض المتضررين من الأهالي الذين نزحوا من المنطقة في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي.
ونظم طلاب جامعة طرابلس، صباح الخميس 17 يناير الجاري، وقفة احتجاجية داخل الجامعة، مستنكرين مقتل زميل لهم برصاصة طائشة، أثناء عودته من الدراسة متجها إلى منزله الواقع في ضواحي قصر بن غشير. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لبيوت مهدّمة في ضاحية قصر بن غشير من جراء القتال الواقع بين الفصائل، فيما لم يتأكد حتى الآن إن كان سكان تلك المنازل قد غادروها قبل انهيارها.
واتسعت رقعة القتال التي طالت أخيراً ترهونة، التي ينتمي إليها اللواء السابع، أحد الأطراف المتنازعة، ليعلن مجلسها البلدي، مساء الأربعاء، وقف العمل رسميًا وتعطيل المؤسسات التعليمية، وفرض حظر تجوّل في كامل المدينة.
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!